خاطرة : قانون " لا تخف "قال تعالى :
" فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين "مازلنا مع قوانين قصة موسى فبعد قانون ما خطبكما وقانون ثم تولى إلى الظل جاءنا قانون " لا تخف "فلما قص معاناته لشعيب مع قوم فرعون قال له شعيب عليه السلام بنبرة حانية لا تخف ولم يقل أن هذا الأمر لا يعنيني المهم أن تساعدني وتكون عندي أجيرا ومن هنا تعلمنا :
قانون لا تخف : يعلمنا ألّا ندع خائفا إلا همسنا في أذنه لا تخف
قانون "لا تخف " : يعلمنا أن نجعل كفكفة الدموع من مهامنا في هذه الحياة
قانون لا تخف : يعلمنا أن نحتفظ بمرهم لجروح الأنفس الحزينة في جيوبنا ثم لا ندع يتيما ولا فقيرا ولا مريضا ولا كئيبا إلا دهنَّا نفسه بهذا المرهم
"لا تخف سيشفيك الله ، لا تخف سيرزقك الله ، لا تخف ستزول همومك ، لا تخف سيزول عنا هذا الوباء"
قانون لا تخف : يعلمنا أن نشر التفاؤل و بث الأمل في النفوس وظيفة من وظائف الأنبياء
هنا شعيب يقول لموسى لا تخف
ويوسف يقول لأخيه فلا تبتئس
ومحمد عليه الصلاة والسلام يقول لصاحبه لا تحزن
قانون لا تخف : يعلمنا أن نسعى أن نكون نحن الشيء الجميل الذي تحتفظ به ذاكرة من حولنا فسيأتي اليوم الذي يتذكرون كلماتك المشجعة ومواقفك النبيلة التي كانت سببا في سعادتهم .
فما أحوجنا إلى نشر هذا القانون في هذا الزمن الذي أصبح فيه الخوف واليأس والسلبية هي العدوى الإجتماعية التي لا لقاح لها إلا أن نتشبع بقانون
" لا تخف "ونسعى لنشره في المجتمع .
ففي الناس غرقى فكن أنت الحبل الذي يمتد لإنقاذهم
وفي الناس جوعى فكن كسرة الخبز التي يملؤون بها بطونهم
وفي الناس خنقى فكن الأكسجين الذي تتنفس به صدورهم
وفي الناس حزانى فكن اليد التي تمسح بها دمعاتهم وفي الناس حيارى فكن الدليل الذي يزيل الضباب عن طريقهم .
ليحمل كل واحد منا لوحة وليكتب فيها "لا تخف " فلا تترك كئيبا ولا حزينا ولا مبتلى إلا قرأتها له وشرحتها له بالأفعال والمواقف لا بالكلمات والعواطف .
خواطر /محمد فليسي