خاطرة: خط النهاية لما أراد الله ليوسف أن يخرج من السجن لم يأمر بزلزال يهدّم فيه باب السجن أو صاعقة تقتلع القفل الحديدي.
وإنما مجرّد رؤيا رآها الملك في المنام حولت حياة يوسف من سجين مظلوم إلى عزيز تحت سلطته خزائن الأرض.
ولما أراد الله أن يُرجِعَ لأمّ موسى ابنها لم يأمر الأمواج بأن تلقي به إليها أو مَلَكًا يقبض روح فرعون.
بل مجرّد امتناع فم موسى من أن يرضع حليب المرضعات أوصله إلى ثدي أمه وحضنها ولها أجرة فوق ذلك.
فمهما تباعدت أحلامك ولوّحت لك بالوداع في زورق اليأس وصار بينك وبينها مفاوز شاسعة فاعلم بأن ربك قادر على تحقيقها.
مهما تعقدت حالتك و أخبرك الخبراء أن حالتك ميؤوس منها فاعلم بأن ربّك لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
مهما خذلك الناس و تنكّر لك كل معارفك فاعلم بأن ربك لن يخذلك إذا طرقت بابه.
مهما ذبلت ابتسامتك و اسودت في عينك ألوان الحياة فاعلم بأن حياة الحياة بيد الحيّ.
مهما كسر جناحك و ضعفت على مواصلة السير في الطريق لا تتوقف واعلم بأن لك ربّا ينتظر مناجاتك فأنت قريب من خط النهاية.
فإذا أراد الله أن يفرج كربتك
فرج عنك بدون سبب
وفرج عنك بأغرب سبب
وفرج عنك بأضعف سبب
وفرج عنك بما لا تظن أنه سبب
وفرج عنك بسبب
وليس معنى هذا الكلام أن لا تتخذ الأسباب ولكن خذ بالأسباب وتوكل على ربّ الأرباب وأحسن الظن في الله تُفتَح لك جميع الأبواب.
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية