خاطرة : ملك الغابة في السيركلما كنت صغيرا أخذني والدي رحمه الله إلى السّيرك ومما شدّ انتباهي عرضُ الأسد بقفزاته و تقلباته وذاك المدرب الذي كان يوجهه بسوطه هنا وهناك والناس تصفق عليه وهي مستمتعة بذلك.
وبقيت أسأل أسئلة هل هذا هو من يقولون عنه ملك الغابة ؟ هل هذا الذي تخافه كل الحيوانات وحتى البشر ؟ كيف به وقد أصبح الآن كاللّعبة بين الأطفال؟ هل هذه القفزات هي حقا حدود قوته أم هناك قوة خفية لم يخرجها بعد ؟ هل الأسد مستمتع بما يفعل أم أنها ظروف الأسر جعلته يتكيف مع الوضع ؟
كيف تحوّل هذا الأسد الذي هو في الغابة سلطان و في السيرك إلى بهلوان ؟
كيف طُمِسَت هيبته بعدما كانت ترتعد منه الخلائق على بعد كلمترات فأصبح مهزلةأمام البنين والبنات ؟
كل هذه الأسئلة وجدت أجوبتها في عيون الكثير ممّن دفعته الظروف والأقدار أن يكون في الوسط الذي لا يصلح له وفي البيئة التي لا ينتمي إليها .
فقدراته مُكبّلة و طموحه مُحجّر عليه و راحته النفسية غائبة كوجود الإيجابي وسط
السلبيين و المتفائل وسط المتشائمين و الطموح وسط المحبطين .
أقول لكل أسد دفعته الظروف أن يكون في القفص لا تحزن فقلبك قلب ملك ولو كنت بلقب العبد في القفص.
فحتى و إن كان للّقب والقلب نفس الحروف فتبقى الحقيقة في القلب مخفية و اللّقب مظهرٌ فقط فرضته الظروف .
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية