خاطرة: من يربي أبناءنا ؟؟؟؟؟قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نتفق على تحديد معنى التربية وأن توفير المأكل والمشرب والملبس يسمى رعاية وليس تربية وأن التربية هي غرس للمبادئ والقيم في شخصية أبنائنا والارتقاء بهم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
وبهذا الجواب نجد أن الكثير منا توقف في معنى الرعاية ظنًّا منه أنه قد أدى ما عليه وترك التربية لغيره.
لتصبح وسائل التواصل الاجتماعي من فايسبوك وأنستغرام هي من تحدُّ لأبنائنا حدود الحلال والحرام.
ليصبح المحيط والصديق هم من يرسمون لأبنائنا خارطة الطريق لتحقيق أهدافهم.
ليصبح الشارع والإعلام هم من يغرسون مبادئ ومعايير تفكيرهم في الحياة.
لتصبح مقولة ( الوقت يقول هكذا ) وكلمة ( الله غالب ماقدرتلهمش ) هي عذر كل والد قعد عن الجهاد في هذه المعركة التي نخوضها كل يوم لتخطي عقبات النجاح ومقاومة أعداء الصّلاح.
صحيح أن تأثير صوتنا قد ضعف أمام صوت التكنولوجيا والتقنيات.
وصحيح أيضا أن صناعة القدوة لأبنائنا قد صعبت أمام الزخم البرّاق للاعبين والمشاهير.
وصحيح أيضا أن الماديات قد طغت على جانب كبيرٍ من حياتنا.
وصحيح أن هناك شرخا كبيرا بين الأجيال فغابت بيننا وبين أبنائنا نقاط الاشتراك في طفولتنا، فألعابنا ليست كألعابهم واهتمامنا ليس كاهتمامهم وتفكرينا ليس كتفكيرهم و.....
ولكن رغم كل هذا فنصيحتي إلى كل أب وأم وإلى كل مربي: لا تفشل ولا تيأس ولا تتوقف وحاول أن تدخل في أدغال هذا العالم لتكون قريبا من أولادك باشتراكك في اهتماماتهم و حديثهم حتى تكتشف أخطاءهم فتصححها وتتدارك سقوطهم وتساعدهم في مسارهم ويكون لك تأثير عليهم.
ولا تكن دائما ذلك الواعظ التقليدي الآمر الناهي الذي حُفِظَ شريط حديثه حتى ذهب تأثيره وملّ أبناؤه من سماعه وهو معهم وكأنه في وادٍ وهم في وادٍ.
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية