خاطرة : الزكارةلم أجد لكلمة الزكارة ترجمة في جميع اللغات ولو أردنا أن نقترب من مفهومها لوجدناها تنبع من الظلم و الحسد و الأنانية و احتقار والانتقام و اللامبالاة بالآخرين .
وتبدأ صناعة الزكارة في النفوس من الطّفولة أين تكون في البداية في كلمة( الشَّشَاح ) أو تحريك الحاجبين🤨 أو في وضع اليد اليمنى مضمومة
على صفحة اليد اليسرى
ونحركها بحركة دائرية لتتحول هذه الحركات البسيطة في الصغر إلى قرارات جائرة و مواقف صادمة في الكبر .
فقد تظهر هذه الأخيرة في كلمة نمّام أو صمت أخرص و قد تظهر في ابتسامة حاقد أو عبوسية حاسد و قد تظهر في قبول طلب أو رفضه أو في سرعة سيرٍ أو توقف وسط الطريق فهي موجودة في البيوت والشوارع و في الإدارات والمدارس بل وحتى في المساجد للأسف ..........
وإنّ مِن ضحايا الزكارة مَنْ مات بالهم والغم ومنهم من هو في السجن بالحيف والظلم ومنهم من طُلِّقَت منه زوجته وتعرض أولاده للهجر واليتم ومنهم من طُرٍدَ من عمله فهو غارق في اليم .
ومامنا من أحد إلا وقد ذاق من الزكارة وشرب من كأسها و لم يسلم منها فقد تعيش الزكارةً من معلمك أو مديرك أو جارك أو من أفراد عائلتك بل وحتى من والديك في بعض الأحيان للأسف .
فإلى كلّ زكّار في غيره بمنصبه أو قوته أو ماله نقول له اتقّ الله واعلم بأن الله قادر عليك وأن هذا المظلوم وإن كان ضعيفا نحيفا فله ربّ قوي عزيز ذو انتقام .
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية