خاطرة : القميص المشقوقلما راودت امرأة العزيز يوسف عليه السلام وغلقت الأبواب أعرض عنها يوسف ولاذ بالفرار ولكنها أمسكته ومزقت قميصه .
ولكن في الأخير كان مسك يوسف وتمزيق قميصه هو سبب تبرأته وسبب نجاته برغم أن يوسف لم يرد أن تمسك به ولا أن تمزّق قميصه.
و هكذا هي الحياة فقد يكون القميص المشقوق في حياتك بتأخر زواجك ، بتعطل سيارتك ، بخراب هاتفك ، بذهاب طائرتك ،بتعسُّر حاجتك ولعله أن يكون هذا هو سبب نجاتك وسلاكك و رفعتك .
فإذا أمسكتك ظروف حياتك و تمزقت فيها معنوياتك وتحطمت طموحاتك فأحسن الظن بالله واعلم بأن وراء هذا الإمساك سلاك ووراء هذا التمزيق منفذ جديد وطريق ووراء هذا الحطام إنقاذ أحلامٍ من الإعدام .
فكم لنا من القصص من أمسكته الابتلاءات ومزقت كل ترتيباته و أهدافه ليدرك في الأخير أن هذا الخرق كان له سترا و السقوط نجاة و التوقف تقدّما و الاختلاف اكتشافا و الفراق راحة والفشل نجاحا .
ومنهم من سيكتشف قيمة قميصه المشقوق يوم القيامة يوم يرى جزاء صبره و جزيل عطاء الله له فهو سبحانه يجزي الصابرين بغير حساب .
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية