العسل غذاء ليست له فضلات:
يقول (د. أولد فيلد): الأغذية الرخيصة ليست دائماً رخيصة, والأغذية الغالية قد تكون هى الرخيصة فى النهاية, ولتوضيح هذه العبارة: لنتصور أننا اشترينا كيلوجراماً من غذاء ما، ويتكون نصف هذا الغذاء من مواد قابلة للهضم مثل القشر والبذور, فإذا تأملنا ذلك وجدنا أن الثمن الذى دفعناه هو فى الحقيقة مدفوع مقابل نصف الكيلوجرام فقط بشكل صاف, وقد يكون القسم الباقى محتوياً على نسبة عالية من الألياف (السليلوز) التى تمر فى الجسم دون هضم، وبالتالى يكون الغذاء الصافى هو كمية قليلة من ذلك الكيلوجرام, ويصبح الثمن المدفوع فى الغذاء الحقيقى أضعاف الثمن الظاهر.
فإذا انتقلنا إلى العسل وجدنا أن العسل الصافى النقى ليس له فضلات, فكله غذاء, وبالتالى فالثمن المدفوع فى العسل هو إذن للحصول على غذاء كامل.
العسل غذاء جاهز:
يتخيل بعض الناس أنهم بمجرد تناولهم لطعام ما سيستفيدون منه, ولذلك عندما يجوع أحدهم ويسرع إلى تناول شىء يتوقع أن يستجيب جسمه ويستفيد بنفس السرعة, وهذه الفكرة غير صحيحة, فالأطعمة بصورة عامة تظل فى المعدة مدة غير قصيرة لتمتزج مع عصارات المعدة بواسطة حركاتها المختلفة، ثم تتحول إلى مزيج رخو القوام، ثم تمر إلى الأمعاء الدقيقة حيث تضاف إليها عصارات أخرى وتبقى بعض الوقت قبل أن يتيسر امتصاصها فى الأمعاء الدقيقة, وبعض الأطعمة كالسليلوز تحتاج إلى مسيرة أطول حتى تصل إلى الأمعاء الغليظة ليصبح قسم منها فقط صالحاً للامتصاص.
وقد يتناول إنسان كمية كبيرة من الطعام، ولكنه لشدة ضعفه لا يستطيع أن يهيىء هذا الطعام للامتصاص، وقد يتضور جوعاً مع أن أمعاءه ممتلئة بالطعام.
أما بالنسبة للعسل فإن الأمر مختلف كثيراً, إن السكر العادى عليه أن يتحول كيميائياً فى الأمعاء الدقيقة قبل أن يصبح جاهزاً للامتصاص, ولكن العسل يختلف عن ذلك تماماً لأنه يحتوى على سكر الفواكه (الفركتوز) وسكر العنب (الجلوكوز) وكلاهما جاهز للامتصاص والاستعمال فى تغذية خلايا الجسم بمجرد ابتلاعه.
العسل غذاء مثالي للضعفاء والمرضى:
ليس هناك مثيل للعسل كغذاء مثالى يعتمد عليه للمصابين بالوهن ولحالات ضعف الهضم، والناقهين بعد العمليات الجراحية، والأمراض المنهكة للجسم وفى حالات التسمم، وحالات أمراض الأمعاء والأثنى عشر وأمراض الأطفال.
العسل غذاء يريح الكليتين والكبد:
وإذا كان العسل يريح المعدة والأمعاء وسائر الجهاز الهضمى لأنه لا يحتاج إلى أدنى مجهود فى الهضم, فإنه أيضاً يريح الكليتين والكبد, وذلك لأنه لا ينتج عنه فضلات أو مواد سامة يضطر الجسم إلى التخلص منها, فعند هضم البروتينات الحيوانية مثلاً ينتج حمض البوليك، ويتحتم على الجسم أن يتخلص منه بواسطة الكليتين, وكم من أشخاص لقوا حتفهم بسبب اضطراب الكليتين، أو الكلية المجهدة أو المشغولة دائماً بطرح مادة البولينا السامة من الدم, أما العسل فهو غذاء سهل لا يكلف الجهاز الهضمى جهداً, ولا يكلف الكبد والكليتين أدنى عناء.
العسل يحتفظ بقيمته الغذائية:
يحرص الناس على تناول الأطعمة الطازجة قبل أن تنقص قيمتها الغذائية, وقبل أن تتحلل وتتحول إلى مواد خطرة على الصحة, فاللحم مثلاً إذا لم يكن طازجاً يصير مرتعاً للجراثيم بعد مدة قصيرة, أما العسل الجيد النقى فإنه لا يفسد مع مرور الزمن إذا حفظ بطريقة صحيحة، ويظل محتفظاً بقيمته الغذائية كاملة, وكما ذكرنا فإن بعض الخضروات تفقد كثيراً من فيتاميناتها بعد ساعات قليلة من قطفها, أما العسل فيظل محتفظاً بمكوناته الغذائية أطول وقت ممكن.
العسل غذاء مضاد للعفونة:
من الثابت أن للعسل خصائص مضادة للعفونة, وهى كافية لتؤثر على الجراثيم الضارة داخل الأمعاء, بحيث اذا استغنى الانسان عن اللحوم والحليب واقتصر فى غذائه على العسل فترة طويلة نقصت الزمرة الجرثومية الضارة داخل الأمعاء بنسبة عالية، لذلك ينصح فى كل حالات التيفود والقرحات الأثنى عشرية والتهاب القولون أن يكون الغذاء المنتخب معتمداً أساساً على العسل.
العسل غذاء الهناء:
فى كل حالات الإنهاك والإعياء وفقر الدم وسوء الهضم يوصف المزيج التالى: كأس من الحليب الطازج المسخن مع ملعقة كبيرة من العسل حتى الذوبان, ويشرب مرتين يومياً مع قطعتى خبز جاف مدهونتين بالزبد.
كما ينصح لعلاج الأرق عند المسنين بتناول كأس من الماء الفاتر تذاب فيه ملعقة كبيرة من العسل