منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة

منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة المتواضع والمتنوع يجتهد لإيصالك القدر الكبير من المعلومات الصحيحة في ميادين مختلفة فلا تبخل علينا بالاشتراك
 
الرئيسيةاليوميةمكتبة الصورأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 أهمية الأمل في حياتنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin/ المديرة العامة للمنتدى
Admin/ المديرة العامة للمنتدى
Admin


المساهمات : 847
نقاط : 4836
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2020
الموقع : الجزائر العاصمة

أهمية الأمل في حياتنا Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الأمل في حياتنا   أهمية الأمل في حياتنا Emptyالإثنين يناير 18, 2021 12:02 pm

أهمية الأمل في حياتنا

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: إِنَّ الأُمَّةَ تَعِيشُ في حَالَتِهَا الرَّاهِنَةِ بِأَوْضَاعٍ مِنَ الضَّعْفِ وَالتَّشَتُّتِ، مَعَ وُجُودِ البَلَاءِ وَالغَلَاءِ وَالوَبَاءِ، وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيْهَا الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَلَكِنْ كُلُّ هَذَا عِنْدَ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ الحَقِّ يُشِيرُ إلى أُفُقٍ مُضِيءٍ، وَسَبِيلٍ عَامِرٍ بِالأَمَلِ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، لِأَنَّهُ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ، وَهُوَ يَعْرِفُ سُنَنَ اللهِ تعالى في خَلْقِهِ، وَهُوَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ هَذَا الوَاقِعَ المَرِيرَ بِدَايَةُ النِّهَايَةِ بِإِذْنِ اللهِ تعالى.

قَالَ تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾.

وَقَالَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْـحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾.

أَهَمِّيَّةُ الأَمَلِ في حَيَاتِنَا:

يَا عِبَادَ اللهِ: نَحْنُ بِإِذْنِ اللهِ تعالى نَعِيشُ حَيَاةَ الأَمَلِ، وَلَا نَعْرِفُ حَيَاةَ اليأسِ، نَحْنُ لَا نُكَابِرُ وَلَا نَقْفِزُ عَلَى الوَاقِعِ وَالوَقَائِعِ، وَلَكِنَّهَا عَقِيدَةٌ رَاسِخَةٌ نُؤْمِنُ بِهَا وَنَعْمَلُ في إِطَارِهَا، سَنَدُنَا في ذَلِكَ كِتَابُ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ القَائِلِ: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾. وَالقَائِلِ: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾.

فَاليَأْسُ وَالقُنُوطُ وَالتَّشَاؤُمُ حِيلَةُ العَاجِزِ الذي يُؤْثِرُ الانْسِحَابَ وَالعُزْلَةَ.

نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ: إِنَّ البَلَاءَ يُحْتَمَلُ بِعِظَمِ الرَّجَاءِ، وَالفَرَجُ طَرِيقُهُ الثِّقَةُ بِاللهِ تعالى العَلِيِّ القَدِيرِ، لِذَلِكَ فَإِنَّ المُؤْمِنَ الحَقَّ لَا تُزَلْزِلُهُ المِحَنُ، وَلَا تَهُدُّهُ المَتَاعِبُ، بَلْ يَزِيدُهُ ذَلِكَ عَطَاءً وَبَذْلًا وَتَضْحِيَةً ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: أَشِيعُوا الأَمَلَ الصَّادِقَ في نُفُوسِ الأُمَّةِ، الأَمَلَ الذي يَدْعُو إلى الثَّبَاتِ عَلَى الدِّينِ، وَالعَضِّ عَلَيْهِ بِالنَّوَاجِذِ، وَهَذَا لَا يَتَحَقَّقُ بِمَوْعِظَةٍ تُتْلَى، أَو خُطْبَةٍ تُلْقَى؛ وَلَكِنْ بِقُدْوَاتٍ صَالِحَةٍ قَوِيَّةٍ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، ذَاقَتْ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ، وَصَدَّقَتْ بِمَوْعُودِ اللهِ تعالى للمُؤْمِنِينَ.

هَكَذَا رَبَّى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ، رَبَّاهَا عَلَى الصَّبْرِ وَالمُصَابَرَةِ مَعَ الاسْتِقَامَةِ عَلَى أَمْرِ اللهِ تعالى، مَعَ اليَقِينِ بِأَنَّ وَعْدَ اللهِ تعالى لَا يُخْلَفُ، وَعَلَيْنَا أَنْ لَا نَسْتَعْجِلَ الأُمُورَ قَبْلَ أَوَانِهَا.

روى الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو اللهَ لَنَا؟

قَالَ: / «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا، لِأَنَّ العَبْدَ الذي يَعِيشُ بِلَا إِيمَانٍ رِيشَةٌ في مَهَبِّ الرِّيحِ، لَا يَسْتَقِرُّ عَلَى حَالٍ، وَلَا يَسْكُنُ إلى قَرَارٍ، الذي يَعِيشُ بِلَا إِيمَانٍ لَا يَعْرِفُ حَقِيقَةَ نَفْسِهِ، وَلَا سِرَّ وُجُودِهِ، وَلَا الغَايَةَ مِنْ خَلْقِهِ، لَا يَدْرِي مَنْ وَهَبَهُ الحَيَاةَ، وَلِمَاذَا وَهَبَهُ الحَيَاةَ.

النَّفْسُ بِلَا إِيمَانٍ بِاللهِ تعالى وَبِقَدَرِهِ وَبِاليَوْمِ الآخِرِ نَفْسٌ مُضْطَرِبَةٌ، حَائِرَةٌ مُتَبَرِّمَةٌ مُتَشَائِمَةٌ مَهْمُومَةٌ مَحْزُونَةٌ مُعَقَّدَةٌ قَلِقَةٌ تَائِهَةٌ خَائِفَةٌ، أَمَّا المُؤْمِنُ الحَقُّ وَاللهِ الذي لَا إِلَهَ إِلَّا فَإِنَّهُ رَاسِخٌ في الابْتِلَاءَاتِ وَالشَّدَائِدِ وَالمِحَنِ رُسُوخَ الجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا﴾. فَمَا نَحْنُ فِيهِ لَنَا وَلَيْسَ عَلَيْنَا.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ، وَزِدْ في إِيمَانِنَا حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُنَا إِلَّا مَا كَتَبْتَهُ لَنَا. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
**    **    **
تاريخ الخطبة:
الجمعة: 2/ جمادى الآخرة /1442هـ، الموافق: 15/كانون الثاني / 2021م

موقع الشيخ أحمد النعسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarik-elkheir-com.ahlamontada.com
 
أهمية الأمل في حياتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة :: الفئة الدينية :: منتدى منبر الجمعة-
انتقل الى: