السلام عليكم
لا يخفى على ذي لُبٍّ ما للغةِ العربية من أهميةٍ عظمى؛ في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكونها جزءًا من ديننا، بل لا يمكنُ أن يقومَ الإسلام إلا بها، ولا يصح أن يقرأَ المسلم القرآنَ إلا بالعربية، وقراءة القرآن ركنٌ من أركانِ الصلاة، التي هي ركن من أركانِ الإسلام.
وتزداد أهميةُ تعلمِ اللغة العربية حين بَعُد الناس عن الملكةِ والسليقة اللغوية السليمة؛ مما سبَّبَ ضعف الملكات في إدراكِ معاني الآيات الكريمات؛ مما جعل من الأداةِ اللغوية خيرَ معينٍ على فهم معاني القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد نبَّه ابنُ خلدون على ذلك بقوله:
"فلمَّا جاء الإسلامُ، وفارقوا الحجاز... وخالطوا العجمَ - تغيرت تلك الملكةُ بما ألقى إليها السَّمعُ من المخالفاتِ التي للمستعربين من العجم؛ والسمع أبو الملكات اللسانية؛ ففسدت بما أُلقي إليها مما يغايرها لجنوحِها إليه باعتبارِ السمع، وخشي أهلُ الحلوم منهم أن تفسدَ تلك الملكة رأسًا بطولِ العهد؛ فينغلق القرآنُ والحديث على الفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامِهم قوانين لتلك الملكة مطَّردة شبه الكليات والقواعد، يقيسون عليها سائرَ أنواعِ الكلام، ويلحقون الأشباه منها بالأشباه"[1].
ومما يدلُّ أيضًا على أهميةِ اللغة العربية في فهمِ الكتاب العزيز حرصُ العلماءِ في العصورِ المتقدمة على التأليفِ في إعراب القرآن ومعانيه، بل إنَّ بعض هذه الكتبِ منها ما يُسمى بـ"معاني القرآن"؛ مما يوحي بأهميةِ الإعراب في فهم المعاني، والدليل على ذلك ما جاء في "كشفِ الظُّنون"؛ لحاجي خليفة، حين عَدَّ (إعراب القرآن) علمًا من فروعِ علمِ التفسير.
واللغة عمومًا - أي لغة كانت - لها ثلاث وظائف، هي:
• أنَّ اللغةَ هي الركنُ الأول في عمليةِ التفكير.
• وهي وعاءُ المعرفة.
• وهي الوسيلةُ الأولى للتواصلِ والتفاهم والتخاطب، وبثِّ المشاعر والأحاسيس.
وهذا القدرُ من أهميةِ اللغة مشتركٌ بين بني الإنسان وبين اللغات كافة في كلِّ مكان وزمان، إلا أنَّ اللغة العربية امتازت عن سائرِ لغات البشر بأنها اللغةُ التي اختارها الله - سبحانه وتعالى - لوحْيه؛ لما تمتازُ به من مميزات.
وسنذكر في هذا البحثِ المختصر أهميةَ اللغة العربية، ويمكن أن نلخصَ أهميتها بالنِّقاط التالية:
أولاً: أن البيان الكامل لا يحصل إلا بها: ولذا لم ينزل القرآنُ إلا باللغةِ العربية؛ قال - تعالى -: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، فدلَّ ذلك على أنَّ سائر اللغات دونها في البيان.
ولقد أوضح هذا المعنى أبو الحسين أحمد بن فارس المتوفى سنة (395 هـ)، حيث قال: "فلما خَصَّ - جل ثناؤه - اللسانَ العربيَّ بالبيانِ، عُلِمَ أن سائر اللغات قاصرةٌ عنه، وواقعة دونه"[2].
وقد يقول قائل: قد يقعُ البيان بغيرِ اللسان العربي؛ لأنَّ كلَّ مَنْ أفهمَ بكلامِه على شرط لغته، فقد بيَّن؟
فيُقال له: إن كنتَ تريد أنَّ المتكلِّم بغير اللغة العربية قد يُعْرِبُ عن نفسِه حتى يُفْهِمَ السامعَ مرادَه، فهذا أخسُّ مراتب البيان؛ لأنَّ الأبكم قد يدلُّ بإشاراتٍ وحركات له على أكثر مراده، ثم لا يسمَّى متكلمًا، فضلاً عن أن يُسمَّى بَيِّنًا أو بليغًا، وإن أردت أنَّ سائر اللغات تُبِينُ إبانةَ اللغة العربية، فهذا غَلط، وقد بيَّن السيوطي - رحمه الله - في "المزهر"وجهَ الغلط قائلاً: "... لأنَّا لو احتجنا إلى أنْ نعبر عن السيفِ وأوصافه باللغةِ الفارسية، لما أمكننا ذلك إلا باسمٍ واحد؛ ونحن نذكرُ للسيفِ بالعربية صفاتٍ كثيرة، وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياءِ المسميات بالأسماء المترادفة، فأين هذا من ذاك؟! وأين سائرُ اللغات من السَّعةِ ما للغةِ العرب؟! هذا ما لا خفاءَ به على ذي نُهية"[3].
ثانيًا: أن اللغة العربية تُعد مفتاح الأصلين العظيمين؛ الكتاب والسنة:
فهي الوسيلةُ إلى الوصولِ إلى أسرارهما، وفهم دقائقهما، وارتباط اللغة العربية بهذا الكتابِ المُنَزَّل المحفوظ جعلها محفوظةً ما دام محفوظًا، فارتباطُ اللغةِ العربية بالقرآن الكريم كان سببًا في بقائها وانتشارها، حتى قيل: لولا القرآن ما كانت عربية؛ ولهذا السبب عني السَّلفُ بعلومِ اللغة العربية، وحثُّوا على تعلمِها، والنَّهل من عبابها، وإليك بعض أقوالِهم التي تدلُّ على أهميةِ العربية:
من أقوال السلف في أهمية اللغة العربية:
1- يقول عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها من دينكم"[4].
2- وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما -: "أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي"[5]، وفي توجيهِ عمر هذا أمران:
الأول: الدعوةُ إلى فقهِ العربية.
والثاني: الدعوةُ إلى فقهِ الشَّريعة.
وبيَّن شيخُ الإسلام سببَ قول عمر: "تفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية"؛ حيث قال: "لأنَّ الدِّينَ فيه فقهُ أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريقُ إلى فقه الأقوال، وفقه الشريعة هو الطريقُ إلى فقه الأعمال"[6].
3- وقال عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: "ما كنتُ أدري ما معنى: ﴿ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 14] حتى سمعتُ امرأةً من العربِ تقول: أنا فطرتُه؛ أي: ابتدأته"[7]، وقال: "إذا خَفِيَ عليكم شيءٌ من القرآنِ، فابتغوه في الشِّعرِ؛ فإنَّه ديوانُ العرب"[8].
4- وأنشد المبرِّد:
النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الْأَلْكَنِ
وَالْمَرْءُ تُكْرِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ
وَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ الْعُلُومِ أَجَلَّهَا
فَأَجَلُّهَا عِنْدِي مُقِيمُ الْأَلْسُنِ [9]
وقوله: "فأجلها عندي مقيم الألسن" هذا بالنسبةِ إلى علومِ الآلة، فاللغةُ أهمُّها، وإلا فإنَّ أهمَّ العلوم: علمُ العقيدة وعلم الدِّيانة، وقد رد بعضُ العلماءِ على هذه الأبيات كابن عبدالبر قائلاً:
لَوْ كَانَ ذَا فِقْهٍ لَقَالَ مُبَادِرًا
فَأَهَمُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الْأَدْيُنِ
هَذَا الصَّحِيحُ وَلاَ مَقَالَةَ جَاهِلٍ
فَأَهَمُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الْأَلْسُنِ
يعني: العلم الصحيح هو مقيم الدين، مقيم العبادة، ودليله أنَّ نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقي عشر سنين بمكة لا يدعو إلا إلى علم العقيدةِ، الذي هو أساسُ كل علم وأصل العلوم، وبقيةُ العلومِ تتفرَّعُ عنه، فعلمُ العقيدة والشريعة هو أهمُّ ما يجب على المسلم أن يتعلَّمه.
قال الشيخ بكر أبو زيد: "والجلالة هنا - يعني في قوله: فأجلُّها - نسبيةٌ إلى علومِ الآلة، والله أعلم"[10].
5- وقال الشعبي: "النحو كالملحِ في الطعام لا يُستغنى عنه"، وروى أبو نعيم في رياضةِ المتعلِّمين عن ابن شبرمة، قال: "زين الرِّجال النحو، وزين النِّساء الشَّحم".
6- وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "إنَّ الله لما أنزل كتابَه باللسان العربي، وجعل رسولَه مبلغًا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السَّابقين إلى هذا الدين متكلِّمين به، ولم يكن سبيل إلى ضبط الدِّينِ ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، صارت معرفته من الدِّين، وأقرب إلى إقامةِ شعائر الدين..."[11].
وفي الكلامِ السَّابقِ لشيخ الإسلام ما يدلُّ على أنَّ بين اللغة العربية والعقيدة الإسلامية ارتباطًا وثيقًا، لا يماثله رباطٌ آخر في أي من المجتمعاتِ القديمة والمعاصرة؛ لأنَّ اللغة العربية هي لغةُ الإسلام، ولغة كتابه العزيز، ولغة رسوله محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولذا فإن الاهتمامَ والعناية بها إنما هو استكمال لمقوم من مقومات العقيدة الإسلامية، التي نجتمعُ جميعًا على إعزازِها، والدعوة إليها.
وانطلاقًا من هذا المفهوم، فإنَّ تعلم اللغة العربية والاهتمام بها ليس مهنة تعليمية، أو قضية تعليمية فحسب؛ وإنما هو قضية عقدية، ورسالة سامية نعتز بها.
7- ويقول الرازي: "لما كان المرجعُ في معرفة شرعِنا إلى القرآنِ والأخبار، وهما واردان بلغةِ العرب ونحوهم وتصريفهم، كان العلم بشرعنا موقوفًا على العلم بهذه الأمور، وما لا يتمُّ الواجبُ المطلق إلا به - وكان مقدورًا للمكلف - فهو واجب"[12]، وبيَّن الإسنوي في الكوكبِ الدري علةَ هذا الكلام بقوله: "لأنَّ علمَ أصول الفقه إنما هو أدلة الفقه، وأدلةُ الفقه إنما هما الكتابُ والسنة، وهذان المصدران عربيان، فإذا لم يكن الناظرُ فيهما عالمًا باللغةِ العربية وأحوالها، محيطًا بأسرارها وقوانينها، تعذر عليه النَّظرُ السليم فيهما، ومن ثَمَّ تعذَّرَ استنباط الأحكام الشرعية منهما"[13].
9- ويقول الشافعي: "لا أُسأل عن مسألةٍ من مسائل الفقه، إلا أجبت عنها من قواعدِ النحو"[14]، وهذا يدلُّ على تمكنِه - رحمه الله - في العربية، وقال أيضًا: "ما أردت بها - يعني: العربية - إلا الاستعانةَ على الفقه"[15]، وقال: "من تبحَّرَ في النحوِ، اهتدى إلى كلِّ العلوم"،وتُنسبُ هذه المقولةُ أيضًا للكسائي.
10- "واجتمع الكسائي ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة، فقال الكسائي: من تبحَّر في علمِ النحو، اهتدى إلى سائر العلوم، فقال له محمد: ما تقولُ فيمن سها في سجودِ السهو، هل يسجد مرة أخرى؟ قال: لا، قال: لِمَ ذا؟ قال: لأنَّ النحاة يقولون: المصغَّر لا يُصغر، قال محمد: فما تقول في تعليقِ العتق بالملك؟ قال: لا يصحُّ، قال: لِمَ؟ قال: لأنَّ السيل لا يسبق المطر"[16].
ومما يدلُّ أيضًا على اهتمام السَّلفِ بالعربية أنَّ الكسائي - رحمه الله - تعلَّم النحوَ وقد كبر سنُّه، وبيَّن العصامي - رحمه الله - في "سمط النجوم العوالي في أنباءِ الأوائل والتوالي" سببَ ذلك؛ حيث قال: "وسببه أنه مشى يومًا حتى أعيا، فجلس وقال: عييتُ، فقيل له: لحنتَ، قال: كيف؟ قيل: إن كنت أردت التَّعبَ، فقل: أعييت، وإن كنت أردت انقطاع الحيلة، فقل: عييت بغيرِ همز، فأنف من قولِهم: لحنت، واشتغل بالنحو حتى مهر وصار إمام وقته، وكان يؤدب الأمين والمأمون، وصارت له اليد العظمى، والوجاهة التامة عند الرشيدِ وولدَيْه، وتوفي محمد بن الحسن والكسائي في يومٍ واحد سنة سبع وثمانين ومائة، ودُفِنا في مكان واحد، فقال الرشيد: ها هنا دفن العلمُ والأدب، وقصة الكسائي مع سيبويه في مسألة: فإذا هو هي، أو إياها، شهيرةٌ لا نطولُ بذكرِها"[17] [18]؛ ولذا قال الشافعي: "من أراد أن يتبحرَ في النحوِ، فهو عيال على الكسائي"[19].
11- والجرمي يقول: "أنا منذ ثلاثين سنة أفتي النَّاسَ في الفقهِ من كتابِ سيبويه"[20]، فلمَّا بلغ المبردَ هذا الكلامُ قال: "لأنَّ أبا عمر الجرمي كان صاحبَ حديث، فلما عرف كتابَ سيبويه تفقَّه في الحديث؛ إذ كان كتاب سيبويه يُتعلَّم منه النَّظرُ والتفسير"[21].
12- وقال محمد بن الحسن: "خلَّف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقتُ نصفَها على النحوِ بالري، وأنفقتُ الباقي على الفقه"[22]، وقال عنه الشَّافعي: "لو أشاء أن أقول: تنزل القرآن بلغةِ محمد بن الحسن لقلتُ لفصاحتِه، وقد حملت عنه وقر بختي"[23].
13- بل أُثر عن أبي الريحان البيروني قوله: "لأنْ أُشتم بالعربيةِ خير من أُن أمدحَ بالفارسية"[24]، وهذا يدلُّ على حبِّهم للعربية، واعتزازهم بها.
14- والفارابي يبرِّر مدحَه العربية بكونها من كلامِ أهل الجنَّة؛ حيث يقول: "هذا اللسانُ كلامُ أهل الجنة[25]، وهو المنزَّه بين الألسنةِ من كلِّ نقيصة، والمعلَّى من كلِّ خسيسة، والمهذَّب مما يُسْتَهجن أو يُسْتَشْنع"[26].
ثالثًا: أنَّ بالعلم باللغة العربية تحصل إقامةُ الحجة على الناس:
وهذا داخلٌ في عموم قول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [النساء: 135]، فلا يمكن أن يكونَ الإنسانُ شاهدًا لله إذا لم يكن فاهمًا لما يشهدُ به؛ لأنَّ العلمَ شرطٌ في الشهادة؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾ [يوسف: 81]، ولقوله - تعالى -: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]، فلا يمكن أن يشهدَ الشَّاهدُ بما لا يعلمه ولا يفهمه، ولا بد أن يكونَ الإنسانُ فاهمًا لما يشهد به؛ حتى تقبلَ شهادتُه على ذلك.
والله - تعالى - جعل هذه الأمَّةَ شاهدةً على الناس؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، ولا يمكن أن تتمَّ الشهادة على النَّاسِ إذا كنت لا تفهم ما تشهد به، وليس هناك وسيلة للاطلاعِ من خلالها على أحوالِ النَّاس وما كذبوا به أنبياءهم إلا القرآن، والقرآنُ بلسان عربي مبين، فإذا لم تفهم هذا، فلا يمكن أن تكونَ شاهدًا على الناس، فإذا جاء نوحٌ يوم القيامة يخاصمُه قومُه، فقالوا: ما جاءنا من بشيرٍ ولا نذير، فقال: بلى، قد مكثتُ فيكم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فيُقال: من يشهدُ لك؟ فيقول: محمدٌ وأمته، فإذا كنتَ لا تفهم الآياتِ التي جاءت في قصةِ نوح، فلا يمكن أن تكونَ من الشهداءِ على هذا؛ لأنَّ الشهادةَ من شرطِها العلم.
يتبع