السؤال:
ما حكم الإسلام في احتفالات عيد الميلاد للطفل الصغير بشرط ألا يتخلله أي منكر أو حرام أو أي شيء يغضب الله تعالى، وأن الهدف هو فقط إدخال السرور على قلب الطفل وجمع أصدقائه حوله، وأيضاً إدخال البهجة والسرور على قلب والديه وأهل البيت؟ وأيضاً ما حكم الشرع في هذا الاحتفال إن كان لرجل بالغ؟
الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن المعلوم لدى كل مسلم أن الاحتفال بيوم الميلاد لم يعهد عن سلف هذه الأمة فعله، بل إن أجدادنا وآباءنا ما كان يعرفونه، وإنما هو من العادات الإفرنجية التي وفدت إلى بلاد المسلمين مع غيرها، فحاكاهم المسلمون فيها؛ تحقيقاً لما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، قالوا: اليهود والنصارى؟! قال: "فمن؟!".
والأعياد من خصائص الأمم، وهي من الدين والشرع، والأصل فيها الاتباع والتوقيف؛ روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل عليها والنبي صلى الله عليه وسلم عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بغناء الأنصار يوم بُعاث؛ فقال أبو بكر: مزمار الشيطان؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً وإن عيدنا هذا اليوم".
يقول ابن تيمية رحمه الله: "إن الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه} كالقبلة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم العيد وبين مشاركتهم سائر المنهاج؛ فإن الموافقة في العيد موافقة في الكفر لأن الأعياد هي أخص ما تتميز به الشرائع".
.. وعليه فلا يجوز الاحتفال بأعياد ميلاد الأطفال ولا تعويدهم على مثل تلك العادات، بل الواجب إشعارهم بتميزهم وتربيتهم على الاعتزاز بدينهم، ويمكن إدخال السرور عليهم بكل وسيلة مباحة، والعلم عند الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الحي يوسف
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.