البيئة والمصانع
تُعد الصناعة أساس النمو الاقتصادي في الكثير من الدول؛ وذلك بسبب دورها في إنتاج محطّات الطاقة، والإنتاج الإعلامي، وتوفير الفرص التجارية، بالإضافة إلى دورها المُهم في حياة كل الأفراد، إذ لا يمُر علي الإنسان يومًا دون استخدام أي من المواد المُصنّعة، وعلى الرغم من الدور الإيجابي في الحياة اليومية، إلا أن الصناعة المُتنامية تُسبّب الكثير من الأضرار على البيئة وعلى صحة الإنسان من خلال المُلوّثات والغازات والمواد السامة التي تطرحها المصانع في الطبيعة، والتي تترك الكثير من الآثار السبية على البيئة.
طرق للحفاظ على البيئة عند إنشاء مصنع كبير
يُدرك أصحاب الشركات الآثار السلبية التي تُخلفها عمليات المصانع على البيئة، إذ إن 89% من أصحاب المصانع يهتمون بإدارة الطاقة ويناقشونها بينهم، كما أن العمل بطريقة مسؤولة ومُستدامة يعود بالفائدة على الشركات وعلى البيئة، ويدعم المستهلكون الشركات ومقدمي الخدمات الذين يحاولون الحدّ من الأضرار البيئية التي تُحدثها مصانعهم، بالإضافة إلى أنهم على استعداد لدفع المزيد من المال مقابل المُنتجات التي صُنعت باستخدام عمليات صديقة للبيئة، وتبين ذلك من خلال دراسة استقصائية أجرتها المفوضية الأوروبية على المواطنين الأوروبيين، إذ إن 80% من المواطنين قلقين بشأن التأثير البيئي لمشترياتهم، وتوجد العديد من النصائح التي تُساعد الشركات على تقليل الخطر الناتج عن أعمالها والحدّ من أثرها على البيئة، ومنها ما يلي:
* النظر في استهلاك المصنع للطاقة: تتطلب المصانع وعمليات التصنيع قدرًا كبيرًا من الطاقة، ويُمكن اللجوء إلى استخدام نظام الطاقة الشمسية الضوئية، ومضخة الحرارة الأرضية لإنتاج طاقة مُتجددة، كما يُمكن تزويد المصنع بإضاءة منخفضة الطاقة لتقليل استهلاك الفواتير، بالإضافة إلى استخدام أنظمة إدارة الطاقة الكهربائية التي تُساعد على تتبع جميع استخدامات المصنع للطاقة، وتحديد أي المناطق التي يُمكن تحسين استخدام الطاقة فيها.
* مراجعة تصميمات المصنع: وذلك من خلال مراجعة تصميم المنتجات الحالية للمصنع، ومعرفة كيف يمكن إجراء تعديلات في التصميم مع مراعاة الاستدامة، فعلى سبيل المثال محاولة تقليل عدد عبوات المنتجات أو تبسيط تصميم العبوة لاستخدام منتجات أقل في صنعها، بالإضافة إلى أن استخدام عبوات قابلة لإعادة التدوير تعد من الأمور السهلة والتي لا تُؤثر على جودة المُنتج.
* التفكير بالمواد المُستخدمة في التصنيع: تترك المواد المُستخدمة في التصنيع آثارًا سلبية على البيئة، لذا يُفضل استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، أو استخدام البلاستيك المُستخدم من قِبل مصانع أُخرى لتقليل استهلاكه ومحاولة تقليل النفايات الناتجة عن عمليات تشكيل البلاستيك، بالإضافة إلى متابعة آخر التطورات الصناعية لمعرفة العمليات، واختيار المواد الجديدة الصديقة للبيئة.
أثر المصانع على البيئة
توجد العديد من الإجراءات التي يقوم بها الإنسان تُؤدي إلى إلحاق الضرر بالبيئة، وتُعد المصانع واحدة من أكثر المُسببات التي تُساهم في تلوث البيئة، بالإضافة إلى المواد السامة التي تطلقها المصانع في الجو، والتي تُؤثر على النظام الأيكولوجي والمناخ، بالإضافة إلى أنها تُهدد صحة الإنسان، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات في جميع أنحاء العالم للحدّ من التلوث الصناعي الذي تنشره المصانع في الغلاف الجو، إلا أنها لا تُعد كافية وما زلنا بحاجة إلى المزيد من الإجراءات، ومن الآثار السلبية التي تُخلفها المصانع على البيئة، ما يلي:
- الاحتباس الحراري: يُعزى تغيُّر المناخ والاحتباس الحراري إلى الأنشطة الصناعية التي يقوم بها الإنسان على مرّ السنين، إذ إن الغازات والمواد السامة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان والتي تُطلق في الجو قادرة على امتصاص الإشعاع من الشمس، وبالتالي تغيير درجات الحرارة، كما يترك الاحتباس الحراري العديد من الآثار على البيئة، ومنها ما يلي:
1- ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان القمم الجليدية.
2- ارتفاع خطر انقراض الحيوانات. ارتفاع مستوى البحر.
3- زيادة الكوارث الطبيعية، ومنها الأعاصير، والتسونامي.
4-ارتفاع خطر إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض؛ مثل الملاريا، والكوليرا.
-تدمير الحياة البرية: تعُد المصانع مسؤولة عن تدمير مناطق مُعينة من الطبيعة، إذ إن حاجة الإنسان الشديدة للموارد الطبيعية مثل الفحم، والخشب، والنفط، والبحث عنها باستمرار، يزيد من التعرض للعديد من الأخطار، كما أن البحث عن الخشب يُدمر الغابات ويسلب الحيوانات البرّية موطنها، وتُجبر عمليات التعدين الحيوانات على الانتقال والبحث عن أماكن أخرى حتى تتمكن من العيش، كما ساهمت التسرُبات النفطية في تدمير الحياة البرية.
- تلوث الهواء: تُلوث المصانع الصناعية للهواء الذي يتنفسه الإنسان، إذ إن الغازات السامة التي تطلقها المصانع بالإضافة إلى الغازات التي تُطلقها السيارات تزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، وسرطانات الرئة، بالإضافة إلى العديد من الأمراض، كما يُؤثر تلوث الهواء على الحياة البرية، إذ إنه من المحتمل أن يُسبّب انقراض أنواع من النباتات والحيوانات.
- تلوث الماء: تُعد المصانع من العوامل الرئيسية التي تُسبب تلوث المياه في جميع أنحاء العالم، إذ إن التصريف غير المشروع للمياه الملوثة، أو المواد الكيميائية السامة، أو المعادن الثقيلة، أو المواد المُشعة إلى المجاري المائية، يُؤدي إلى إلحاق الضرر بالبيئة البحرية، وليست كُل المصانع مسؤولة عن هذا التلوث، بل توجد بعض المصانع الموجودة في الأجزاء الأقل تنظيمًا من الكوكب والتي تتخلص من مياهها الملوثة في المحيطات والأنهار باعتبارها الطريقة الأرخص.
- تلوث التربة: يُعد إلقاء النفايات الصناعية في مكبّات النفايات من الأسباب الرئيسية لتلوث التُربة، إذ إن المواد السامة والكيميائية تُدمر خصوبة التُربة، وتُقلل من إنتاجية المحاصيل، كما يُؤدي إلى تلوث الأطعمة التي يستهلكها الإنسان.
- صحة الإنسان: يتأثر الإنسان بتلوث التربة وتلوث الهواء وتلوث المياه وغيرها من أنواع التلوث التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض، إذ إن نسبة 5% من المصابين بسرطان الرئة، هُم من الأشخاص الذين تعرّضوا للتّلوث لفترة طويلة، ويُعزى سبب نسبة صغيرة من الإصابة بأمراض القلب والتهابات الصدر إلى التلوث وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كما أدى إلى زيادة الدعاوى القانونية ضد أماكن العمل، نتيجة لتعرض العُمال لتلوث الديزل وأنواع أخرى من التلوث أثناء العمل.
إيجابيات بناء مصانع صديقة للبيئة
تُنشئ المصانع الصديقة للبيئة منتجاتها من خلال عمليات سليمة اقتصاديًا تُحافظ على الطاقة والموارد الطبيعية وتُقلل من الآثار السلبية على البيئة، كما يُحقق أصحاب الشركات والمصانع فوائد مالية وبيئية من الممارسات المُستدامة والصديقة للبيئة، ويرجع تزايد عدد الشركات التي تسعى إلى اعتماد الاستدامة في استراتيجياتها إلى للعديد من الإيجابيات، ومنها ما يلي:
* الاستجابة للقيود التنظيمية.
* المحافظة على النجاح، واستمرارية العمل على المدى الطويل.
* زيادة الميزة التنافسية والوصول إلى عملاء جدد.
* خفض التكاليف والنفايات، وبالتالي زيادة الكفاءة التشغيلية.
* بناء الثقة وحماية وتعزيز العلامة التجارية والسُمعة.
المصدر: حياتك