السلام عليكم
من منا لم تصنع ضفيرة بشعرها، ومن منا لم تستعمل شريط القردون في سنوات الثمانينات والتسعينات، للحصول على جمال طبيعي ومُسَلِس شعر دون استخدام مجفف الشعر الذي لم يكن متوفرا في أغلبية البيوت الجزائرية.
كان القردون كالوصفة السحرية لكل أُمٍ تجد شعر ابنتها يطير في كل الاتجاهات، وهذا الشريط يعتبر الحل الامثل للحصول على شعر أملس لا مثيل له، غير أن القردون، على غرار أشياء جميلة أخرى كانت تميز مجتمعنا، اختفى عن الأنظار منذ زمن. ولعدم التهويل سنقول إنه اختفى على الأقل من رؤوس البنات الصغيرات اللواتي كن نصادفهن في الشوارع، بعد أن كان يزين جميع الرؤوس التي أينعت، وأصبح مقتصرا على جدران البيت فلا يجوز أن تخرج به خارجا.. وكأن فيه عيبا أوإحراجا لصاحبته، خشية أن تسخر منها قريناتها!
سألنا بعض الامهات عن القردون واستعمالاته في الماضي والحاضر، فكانت الام رتيبة تتحسر على زوال تلك الايام التي كانت تستعمل فيها القردون كل ليلة مهما كان الشعر طويلا، لكن جيل اليوم واصفة بذلك بناتها بالتحديد، أنهن لن تقبلن وضع ذلك الشريط البرتقالي على شعرهن، وتفضلن مجفف الشعر الذي أحرق شعيراتهن دون فائدة.
أما خالتي فاطمة فأكدت أن القردون لم يندثر في عائلتها، لكن لا يمكن الانكار أن بناتها تستعمله ليلا فقط قبل النوم، حيث مللن من استخدام مجفف الشعر الذي لا يكون فيه سوى أثر الحرق، التقصف أو التكسر، خاصة اذا كان طويلا فمن الاحسن قصه أو استعمال هذا الوشاح الذي لا زال ثمنه معقولا 15 دج فقط.
سيبقى القردون من ثقافة العائلات الجزائرية وعادات وتقاليد راسخة مع مرور الزمن.
فهيمة.ل/algerielle.com