خاطرة : الصراع بين الدّاخل والخارج
كم من " نَعَمْ " قلناها لإرضاء غيرنا والصوت الداخلي الذي يريحنا يقول لا .
وكم من قرار بالرفض خرج إلى الآذان وقرار القلب هو القبول .
بهذه المعادلة التي تدور بين الكبت والصراحة وتقييم الناس لها بأن الكبت حياء والصرأحة وقاحة
نعيش في صراع ذهبت ضحيته سعادتنا وراحتنا و أحلامنا وأعمارنا فقد يكلفك القبول المفروض بالحرج ضياع مال وصحة و عمر
فكم من ضيف يحل عليك بدون استئذان وصوتك الداخلي يقول - وإن قيل لكم ارجعوا فارجعو هو أزكى لكم- وأنت لا تقدر على قولها فيتغلب الصوت الخارجي على الداخلي فتقول له تفضل مرحبا وأنت في قمة التعب والحرج لاستقباله و لو عبرت عما بداخلك لجزيت ربما بالقطيعة والهجر والقاعدة الاجتماعية تقول عيب والناس واش يقولوا .
كم من حديث خاص يأتي فيه ثالث يقطعك فيه ويجلس معكم و صوتك الداخلي يقول قول النبي صلى الله وسلم لا يحل لأحد أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما , فيتغلب الصوت الخارجي على الداخلي وتقول له تفضل مرحبا بك ولو ارتفع صوتك الداخلي لقال بأننا في حديث خاص ولا يمكنك الجلوس معنا والقاعدة الاجتماعية تقول نخاف يزعف .
كم من مريض يطيل عواده البقاء عند زيارته وهو في قمة الألم والتعب و راحته تقول أريد أن أنام والبقاء لوحدي وأريدكم أن تنصرفوا ولكن في الأخير يصبر و تراه يجمع بين ألم الجسم وألم النفس بالقاعدة الإجتماعية عيب ما جاياش
ولكن في الأخير ألا تتفقون معي إخوتي الكرام أن معظم الضغوط والأمراض تأتينا ربما من تراكمات أصواتنا الداخلية ونتيجة صراعاتنا المخفية فتخرج هذه الأصوات من الأبدان بالأمراض والأعراض مثل السكري والضغط وتساقط الشعر و الصدفية عوض أن يتكلم بها اللسان وتخرج منه الحقيقة المريحة والتي قد تقلب كفة موازين الإرضاء بين الذات و الناس لتحول ثناء الناس عنّا بعدها إلى هجاء و الشكر إلى كفر والصراحة إلى وقاحة ويبقى الإحتساب خير سبيل للتجارة مع من هو عليم بذات الصّدور .
خواطر/محمد فليسي