منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة

منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة المتواضع والمتنوع يجتهد لإيصالك القدر الكبير من المعلومات الصحيحة في ميادين مختلفة فلا تبخل علينا بالاشتراك
 
الرئيسيةاليوميةمكتبة الصورأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin/ المديرة العامة للمنتدى
Admin/ المديرة العامة للمنتدى
Admin


المساهمات : 847
نقاط : 4836
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2020
الموقع : الجزائر العاصمة

بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» Empty
مُساهمةموضوع: بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»   بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» Emptyالإثنين يناير 18, 2021 1:02 pm

بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: جَدِيرٌ بِنَا أَنْ نَقِفَ وَقْفَةً مَعَ هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ لَنَا: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَالقَائِلِ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَالقَائِلِ: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

يَا عَبْدَ اللهِ: مِنَ العَمَلِ بِمَا تَعْلَمُ أَنْ تُعَلِّمَ غَيْرَكَ، فَالعِلْمُ للعَمَلِ وَالتَّعْلِيمِ، وَيَقُولُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ ـ وَمِنَ العِلْمِ التَّبْلِيغُ ـ وَرَّثَهُ اللهُ تعالى عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، قَالَ تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.

تَشْرِيفٌ وَتَكْلِيفٌ وَتَخْفِيفٌ:

يَا عِبَادَ اللهِ: انْظُرُوا إلى رَحْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المُتَجَسِّدَةِ في قَوْلِهِ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» «بَلِّغُوا» تَكْلِيفٌ «عَنِّي» تَشْرِيفٌ «وَلَوْ آيَةً» تَخْفِيفٌ. فَهَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى التَّكْلِيفِ وَالتَّشْرِيفِ وَالتَّخْفِيفِ؟

سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَلَّفَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِتَبْلِيغِ مَا يُوحِي إِلَيْهِ مَوْلَانَا، فَقَالَ لَهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾. وَوَقَفَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، وَخَاطَبَ الأُمَّةَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟».

قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ.

فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: «اللَّهُمَّ، اشْهَدْ، اللَّهُمَّ، اشْهَدْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.


يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ قَالَ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾. وَلَقَدْ حَمَّلَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَذَا الحِمْلَ «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً». فَهَلْ تَشَرَّفْنَا بِأَدَاءِ مَا حُمِّلْنَا؟

يَا مَنْ يُرِيدُ التَّبْلِيغَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

فَيَا مَنْ يُرِيدُ التَّبْلِيغَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بَلِّغْ عَنْهُ كَمَا بَلَّغَكَ هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أولًا: بَلَّغَكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ تعالى بِذَلِكَ: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.

ثانيًا: بَلَّغَكَ بِالشَّفَقَةِ وَاللِّينِ، امْتِثَالًا لِأَمْرِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.

وَتَأَسِّيًا بِتَوْجِيهِ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا مُوسَى وَأَخِيهِ هَارُونَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾.

ثالثًا: بَلَّغَكَ مِنْ قَلْبٍ تَقِيٍّ نَقَيٍّ سَلِيمٍ مُحِبٍّ غَيْرِ مُبْغِضٍ «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» رواه الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

يَا عِبَادَ اللهِ: بَلِّغُوا عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَلَو آيَةً، مِنْ قَلْبٍ مُتَحَقِّقٍ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

بَلِّغُوا مِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ، وَمِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾. وَمِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. وَمِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: وَاقِعُنَا مَرِيرٌ، وَالفِتْنَةُ شَدِيدَةٌ تَزَعْزَعَ فِيهَا بَعْضُ الشَّبَابِ وَالشَّابَّاتِ، وَهُمْ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ للنُّصْحِ وَالتَّذْكِيرِ بِاللهِ تعالى، أَسْرِعُوا لِإِنْقَاذِ أَنْفُسِكُمْ وَأُمِّتِكُمْ مِنْ خَطَرٍ عَظِيمٍ، أَلَا وَهُوَ الإِعْرَاضُ عَنِ اللهِ تعالى، تَمَثَّلُوا حَالَ ذَاكَ الرَّجُلِ الذي جَاءَ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ يَسْعَى قَائِلًا لِقَوْمِهِ: ﴿يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.

وَحَالَ الرَّجُلِ المُؤْمِنِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

فَاسْلُكُوا سَبِيلَ الرَّشَادِ، وَادْعُوا أَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ وَأَقَارِبَكُمْ وَأَحْبَابَكُمْ لِسُلُوكِ طَرِيقِ الرَّشَادِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى يَرْفَعُ عَنَّا الغَلَاءَ وَالبَلَاءَ وَالوَبَاءَ بِبَرَكِةِ صَلَاحِ أُمَّتِنَا.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا يُرْضِيكَ عَنَّا. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
** ** **
تاريخ الخطبة:

الجمعة: 19/ ربيع الثاني /1442هـ، الموافق: 4/كانون الأول / 2020م
موقع الشيخ أحمد النعسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarik-elkheir-com.ahlamontada.com
 
بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طريق الخير للثقافة و المعرفة :: الفئة الدينية :: منتدى منبر الجمعة-
انتقل الى: