خاطرة : هداية الإنسان وهداية الرحمان لماذا لم يستجب ابن نوح عليه السلام إلى دعوة ابيه للتوحيد وهو الذي دعاه سرّا وجهارا ليلا ونهارا بل حتى في آخر لحظة من حياته وهو يدعوه للركوب معه في السفينة فأبى ولم يستجب له وفضل الغرق .
لماذا لم يستجب والد إبراهيم آزر لابنه الخليل لمّا دعاه للتوحيد وهو البارّ به ياأبت ياأبت و لم يستجب لندائه .
لماذا لم يستجب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى دعوة ابن أخيه وهو الذي كان يحبه و يحميه حتى وفي آخر لحظة من حياته ترجّاه أن يقول كلمة التوحيد ولم يقلها .
هنا لنعرف السرّ الذي نفرق به بين هداية الإنسان وهداية الرحمان فالأولى هداية البيان والثانية هداية التوفيق لنفرق حينها أيضا بين ما أنت مطالب بفعله و هو النصح وما لا تقدر على تحصيله وهو التوفيق .
فالبشر كانوا أنبياء أو علماء أو آباء أو مربين أو معلمين ما عليهم إلا دور هداية الناس بالبيان والإرشاد أي أن تبين الحق لغيرك وتنصحهم بالتي هي أحسن أما الإستجابة فهي من الله وهي المقصودة بهدايه التوفيق كما قال الله عزوجل : (إنك لا تهدي من من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).
فإلى كل من تعب في التربية والنصح والتوجيه والمتابعة وفعلوا كل ما بوسعهم لصلاح واستقامة أبنائهم ولم تظهر الثمار بعدُ لا تتوقفوا عن دوركم واسألوا الله التوفيق والسداد ولا تحمّلوا أنفسكم همّ النتائج فلستم بأفضل دعوة من الأنبياء والرسل ولكن لا تيأسوا.
فصحيح أنّ اليد الواحدة لا تصفق لكنها تقدر على المصافحة .
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية