خاطرة : الوباء بين الغباء والذكاءفي كل يوم لنا أحزان وأتراح وفقد وأوجاع....إن مات صديقك بالوباء لا تستطيع أن تذهب لجنازته أو أن تساهم في دفنه ....الأخ لا يستطيع عناق أخيه إن جاء من السفر ....والأب يخاف أن يضم أولاده إن جاء من العمل ....إن جئت لأمك أو أبيك تخشى تقبيل أيديهم أو خدّهم ....إن سلّمت على أحدهم تبقى في وسواس إلى أن تعقّم يداك ....إن خرجت من بيتك فأنت في خطر .....وان بقيت فيه فأنت في ضجر .
أصبحنا نفرح برؤية حليب الأكياس واجتماعنا على بائعه وكأننا في عرس من الأعراس .
أغلقت مدارس القرءان وتوقفت حلق الذكر والبيان وأصبحت الجماعة في المسجد فارغة من روح الأخوة والإيمان .....
هل ننتظر بلاءا أو وباءا أكثر من هذا لكي نتوب .
أم ننتظر طلوع الشمس من الغروب .
والله هذا الوضع الذي نحن فيه لهو أكبر رسالة ودافع للتوبة والرجوع إلى الله.
يكفينا موعظة ما فقدنا وما نفقد كلّ يوم من الأحباب .
كفانا لهوا ...كفانا استهتارا.....كفانا حقدا لبعضنا....كفانا إعراضا ....كفانا هجرانا ...
وليكن الوباء دافعا لنا لتصحيح أخطائنا و مراجعة أنفسنا ولنفتح صفحة جديدة نمسح بها أحقاد الماضي و نصحح بها أخطاء الحاضر ونأمّل فيها ما يسعدنا في المستقبل ولنكن ممن يتعامل مع الوباء بالذكاء لا بالغباء فيجمع بين ألم الدنيا و عذاب الآخرة .
كتبه م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية