خاطرة : خلّيها مازالها صغيرة
خلّيها مازلها صغيرة يؤسفني أن اقول لكم أن هذه العبارة لهي من أكبر أسباب فشل بناتنا في إدارة حياتها الزوجية وتحمّل مسؤولياتها .
ذلك أن الفتاة قد تصل إلى سن الزواج حقيقة وهي للأسف في نظر والديها تلك الطفلة الصغيرة التي مازالت مخذرة بالدلال والإتكال لتجد نفسها فجأة أمام سنّ تُطلَبُ فيه للزواج .
فكيف لها في بيتها الزوجية أمام حياة مستقلّة عن ماما وبابا أين تكون فيها هي المسؤولة الأولى عن إدارة وتقدير شؤون البيت و الأهم من ذلك معرفة الحقوق و الواجبات اتجاه زوجها .
إن روح المسؤولية في الحياة الزوجية تبدأ من الصغر وما تخطّت أمهاتنا مشاق الحياة وأعباء التربية إلا بالتكوين الأولي الذي انطلقو به من بيوت آبائهم .
فبيت الوالدين هو المدرسة الأولى التي تتعلم فيها بناتنا الدروس الأساسية لحسن إدارة أسرتها الجديدة .
فالدلال الزائد يؤدي إلى الاعتمادية و الاتكالية مما يجعل الزوج وكأنه متزوج مع البنت وأمّها فلا خصوصية ولا أسرار في حياته وكل عثرة أو عقبة تحدث تجد أمّها فوق رأسها لتطفئ النار أو ربما للأسف قد تشعلها .
فما أجمل الوسطية في تكوين بناتنا بين الحزم و الدلال و بين التكليف والتخفيف و بين أن نعطف عليها عطف الطفلة الصغيرة و نحمّلها مسؤولية المرأة الكبيرة .
م/فليسي
الأستاذ محمد فليسي-استشارات نفسية وتربوية