اختصَّ رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بكثيرٍ, من الخصائصِ والأحكامِ دُونَ أمتِهِº تكريماً له وتبجيلاً،وقد شاركه في بعضِها الأنبياءُ -عليهم الصلاةُ والسلامُ-، وإننا في هذا السياقِ سنذكرُ جُملةً من خصائصِهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- التي اختصَّ بها دُونَ سائرِ أُمَّتِهِ، فمنها:
1- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بجوازِ الوِصالِ في الصَّومِ:
فعن أنس-رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, قال:\" لا تواصلوا. قالوا: إنّك تُواصل. قال: لستُ كأحدٍ, منكم، إني أُطعم وأُسقى. أو إني أبيت أُطعم وأُسقى\".
البُخاريّ- الفتح (4/238) رقم (1961) كتاب الصوم باب الوصال.
قال الحافظ ابن حجر-رَحِمهُ اللهُ-: \"واستُدل بمجموع هذه الأحاديث على أن الوصال من خصائصه- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وعلى أن غيره ممنوعٌ منه إلا ما وقع فيه الترخيص من الأذن فيه إلى السَحر\". فتح الباري (4/240).
2- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالجمعِ بين أكثرِ من أربعِ نِسوةٍ,:
فعن أنس بن مالك قال: كان النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يَدورُ على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وهُنَّ إحدى عشرة. قال: قلت لأنس: أو كان يُطيقه؟ قال: كنّا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين. وقال سعيدٌ عن قتادة إنّ أنساً حدّثهم: تسعُ نسوة).
البُخاريّ – الفتح (1/449) رقم (268) كتاب الغسل – باب إذا جامع ثم عاد ومن دار على نسائه في غسل واحدٍ,.
قال الشافعي -رَحِمهُ اللهُ-: \"وقد دلَّت سنةُ رسولِ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-المبينة عن الله أنَّه لا يجوزُ لأحدٍ, غير رسولِ الله- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أن يجمعَ بين أكثر من أربع نسوة\". قال ابن كثير-رَحِمهُ اللهُ- : \"وهذا الذي قاله الشافعيٌّ مجمعٌ عليه بين العلماءِ\". تفسير ابن كثير (1/460).
موقع مداد