الديانة
الإسلام هو الدين الرسمي في فلسطين، ولسائر الديانات السماوية احترامها وقدسيتها. و مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
وهذا ما نصت عليه المادة رقم (4) من القانون الأساسي المعدل لسنة (2005م).
لمحة تاريخية:
تعود أقدم الأدلة على المعتقدات الدينية إلى العصر الحجري، حيث تدل آثار المدافن العالمية القديمة -والتي يبلغ عمرها أكثر من 300000 سنة- على أنها أدلة على وجود المعتقدات الدينية لدى الانسان منذ سالف الأزمان. بالإضافة إلى القطع الأثرية الرمزية والتي تحمل أفكار دينية كالرجل الأسد وتماثيل فينوس والصور المرسومة على جدران الكهوف.
أما بداية التاريخ الديني فتشير إليها النصوص الدينية كما في أهرام مصر القديمة والتي تعتبر واحدة من أقدم النصوص الدينية المعروفة حول العالم والتي يبلغ عمرها 2400-2300 ق.م. ولقد لعبت الكتابة آنذاك دوراً رئيساً في تحَمُّل الديانة المنظمة وذلك عن طريق توحيد الأفكار الدينية في كل زمان ومكان.
تعددت صور المعتقدات عند الإنسان وتطورت من عبادة الحيوان إلى عبادة قطع من الصخور التي كان يستحسن مظهرها وهيئتها، والذي بدوره أدى إلى نسج الأساطير والقصص بالموجودات التي تحيط به، كالجبال والآبار والأشجار.
ولم يكن تقديسه لهذه المظاهر الطبيعية وعبادته لها باعتبارها تمثل أرباباً، بل كان يشعر تجاهها بنوع من الإجلال والتقدير، وقد تنوّعت طرق تعاطيه معها فعبد الأصنام والأوثان وكانت بأشكال متنوعة، منها ما هو على صورة إنسان أو حيوان أو طير، كما عبد الشمس والنجوم والكواكب والنار.ثم تطورت معتقدات البشر الى صيغة ديانات التوحيد السماوية، كاليهودية والنصرانية والاسلام.
كانت فلسطين ومنذ أقدم الأزمنة معبراً للقوافل، ومسرحا يلتقي علي المتحاربون، وعلى اتصال وثيق بجيرانها، فانتقلت إليها الديانات السماوية؛ اليهودية والمسيحية والإسلام، الأمر الذي كان له أثر كبير في تعدد المعتقدات الدينية لساكنيها.
جدول يوضح توزع السكان في فلسطين حسب المحافظة والجنس والديانة:
أولا: اليهودية:
أقدم الديانات السماوية الثلاث تلك التي نزلت على النبي موسى في مصر أثناء وجود بني إسرائيل العبرانيين فيها. والكتاب المقدس الذي أنزل على موسى في عقيدة اليهود هو التوراة. لكن أحكام وشرائع التوراة تشرحها الشريعة الشفوية وهي الشرح الحاخامي لنصوص التوراة والذي قد سجل لاحقا في التلمود.
المسيحيـة:
بدأت المسيحية في القرن الأول الميلادي كجماعة يهودية صغيرة، سرعان ما انتشرت في القرون القليلة اللاحقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والإمبراطورية الرومانية رغم الاضطهادات التي كان يعلنها أباطرة روما ضد اتباع هذه الديانة، وفي النهاية أصبحت دينا رسميا للامبراطورية.
والديانة المسيحية هي ديانة توحيدية أقيمت على أساس بشارة وتعاليم وحياة يسوع المسيح. أما الكنيسة بمعناها اللاهوتي، فهي المؤسسة التي أقامها يسوع المسيح لتتابع من بعده مهمة نشر ثقافة الخلاص بين البشر عن طرق التوراة (الكتاب المقدس).
خلال القرون الوسطى وفي أثنائها واصلت المسيحية انتشارها فبلغت شمال أوروبا وروسيا. ومع قدوم عصور الانفتاح والأستكشاف انتشرت هذه الديانة في جميع أنحاء الأرض، حتى أصبحت أكبر أديان العالم من حيث عدد أتباعها.
خلال تاريخها الطويل، تمكنت الصراعات والمنازعات الدينية والسياسية من قسم جسم المسيحية بين ثلاثة مذاهب رئيسية، وهي الأرثوذكسية (بفرعيها الشرقية والمشرقية)، والكاثوليكية والبروتستانتية.
الإسلام:
كانت الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام عبارة عن مجموعة من الأعراب (البدو الرحل) أو المدنيين (أهل القرى وسكان المدن الصغيرة) ينتظمون في قبائل الغالبية العظمى منها تدين بالوثنية، إضافة لأقليات يهودية ومسيحية.
في هذا الجو ظهر محمد ليجهر بالإسلام، وكان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة دولة في المدينة المنورة يسودها تشريع يحكم الجميع، ووثائق ومعاهدات مع الأقلية اليهودية التي كانت تسكن المدينة.
يمتد التاريخ الإسلامي على فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا وصولا إلى الأندلس.
والتاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على النبى محمد بن عبد الله ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية في دمشق ثم الدولة العباسية، بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول.
وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا