وسائل الإعلام
هي تلك الوسائل التي تستخدم التقنيات والطرق المناسبة لإيصال المعلومات للناس، وتتبع لمؤسسات إمّا عامة أو خاصّة ربحية، وتعدّ وسائل الإعلام السلطة الرابعة المؤثّرة على الناس لما لها من وطأة وقدرة على التغيير في المجتمع للأفضل أو للأسوأ حسب نوعية الإعلام وجودة عمله
أنواع وسائل الإعلام
هنالك أنواع عدة لوسائل الإعلام فمنها الوسائل المقروءة مثل: الصحيفة، والمجلات السياسية والاجتماعية، والرياضية، والدينية وكافة المجالات الحياتية، والدوريات التي تنشر كل شهر أو أسبوع أو نصف سنة أو سنة، وهنالك الوسائل المسموعة مثل: المذياع، الذي نستمع له دون رؤية صور أو مشاهد، والوسائل المرئية مثل التلفاز والإنترنت وقد أصبح هنالك وسائل أخرى مثل مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتس آب.
وظيفة وسائل الإعلام
هنالك وظائف عديدة لوسائل الإعلام:
• إخبار الناس وإعلامهم بجميع الأحداث والتطورات التي تحصل في البلاد أو خارج البلاد وإيصال الصورة الصحيحة من المعلومات،
• توعية الناس حول أمر ما وتشجيعهم عليه أو تحذيرهم من القيام به وهنا دور الإعلام خطير جداً في تغيير المجتمع إذ أنه يعتبر بوصلة يسير وراءها أفراد المجتمع ثقةً منهم بأهمية ما يقال في تلك الوسائل وأهمية تطبيق الإرشادات التي تطرح عليهم.
• الترويج لسلعة معينة من أجل دفع الناس وتحفيزهم للإقبال على شرائها أو اقتنائها، وتكون هذه المهمة بمقابل مادي من الشخص الذي يريد ترويج سلعته لوسيلة الإعلام المروجة له، وتعد هذه الوظيفة طريقة لحصول المؤسسة على المال المستخدم لتمويلها وبقاءها قوية في الساحة الإعلامية.
• التثقيف وبث المعلومات للجمهور بمختلف الأنواع من معلومات ثقافية واجتماعية ودينية وسياسية وعلمية من خلال البرامج التي تطرحها تلك الوسائل.
• الترفيه والتسلية من خلال البرامج الترفيهية، والتواصل بين الناس بسهولة ويسر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكل ذلك يعود بالفائدة على المشاهد أو الجمهور.
على الرغم من المجهود الذي تقوم به وسائل الإعلام حتى تعم الفائدة على جميع الأفراد إلا أنّ هذا المجهود قد يكون بشكل عكسي يعود بالأذى على الجمهور، كأن تكون هذه الوسائل غير نظيفة هدفها الرئيسي تشويش العقول، وبث الطاقات السلبية وهذا ما يسمى بالصحافة الصفراء التي تقلب الحقائق فتبطل الحق وتحق الباطل، وهذه نقطة يجب أن يتنبه لها الجميع لتجنب الفخ الذي يودي بالفرد للتهلكة، ويجب أن يكون هنالك رقابة من قبل الجهات المختصة على تلك الوسائل ومنعها من مباشرة أعمالها الرديئة والتي تدمّر المجتمع.
إيجابيات وسائِل الإعلام
تختلف وسائل الإعلام بطريقةِ عرضها للمواد، وهناك بعض الوسائل التي قد تكون أشهر من الأخرى في دُولٍ مُعينة، أو خلال فترةٍ زمنية مُحددة. من أهمّ إيجابيات وسائل الإعلام المُختلفة:
توعيّة الجمهور وتثقيفهم؛ إذ تُساهم وسائل الإعلام كالتلفاز والراديو على سبيل المثال في زيادة اطّلاع الناس ومعرفتهم بالأمور المتنوعة والمختلفة، وفي جميع المجالات، وتعرِضها بطرقٍ بصريّة، أكثر قدرةً على الوصول للمُتابعين.
سرعة معرفة الأخبار والأحداث المحليّة والعالمية؛ إذ قَضت وسائل الإعلام على حاجز المسافة تمامًا، وجعلت العالم قريةً صغيرةً، وسهّلت نقل المعلومات بشكلٍ كبير؛ حيث أصبح بإمكان الإنسان أن يحصل على معلوماتٍ مُختلفة من جميع أنحاء العالم في بيته.
مَساحة لعرض المواهب والإنجازات المُختلفة؛ إذ تُوفّر وسائل الإعلام مَكانًا لجميع الأشخاص لعَرض مواهبهم وأفكارهم للآخرين، وهو ما كان حتّى فترةٍ قريبةٍ من تاريخ البشريّة شبه مستحيل!
زيادة المَعلومات المُتنوّعة لدى الأطفال؛ إذ تُوفّر بعض برامج المسابقات على التلفزيون والراديو مَصدرًا مُشوّقًا للمعرفة للأطفال المُتابعين لها، وتُعدّ البرامج التعليمية على وسائل الإعلام مادّةً مُهمّة للأطفال، لأنها تَعرض المَعلومات بطُرقٍ مُميّزة، يَحفظها الطفل، وتَرسخ في عقله.
سهلة الوصول؛ إذ يُمكن للمرء أن يصل إليها بسهولةٍ وفي أي وقت، وعبر أجهزة مُختلفة، فقنوات الراديو مثلاً، يُمكن أن تسمعها على الراديو أو الموبايل أيضًا، وقنوات التلفزيون على الإنترنت أيضًا، بذلك يمكن الحصول على المعلومة بطرق متعددة وفي مختلف الأزمنة والأمكنة.
الدعاية للمُنتجات، وهو ما يُمكن أن يَزيد الطّلب على المُنتجات المعروضة، وبالتالي يَرفع مَبيعاتها، لذلك تُعتَبر وَسائل الإعلام المُختلفة طُرقًا جذّابة لعرضِ المُنتجات المُختلفة، لأنها قادرةٌ على الوُصول للمُستهلكين، وإثارة فضولهم لاستِخدام المُنتجات المعروضة.
الترفيه؛ حيث يُمكن سماع الموسيقا ومُتابعة البرامج والمُسلسلات وكُل ما يخطر على البال في جميع وسائل الإعلام، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان.
التعرُّف على الثقافات، والدول، والحضارات الموجودة في مُختلف أنحاء العالم، والاطّلاع على عاداتهم وأسلوب حياتهم، وربما تعلُّم لُغاتهم أيضًا.
سلبيّات وسائِل الإعلام
تحمِل وَسائل الإعلام العديد من الإيجابيات، لكنّها رغم ذلك تحملُ عددًا من السلبيّات أيضًا، خاصّةً عندما تأخذ وقتًا كبيرًا من حياة الإنسان، ومنها:
العُزلة؛ إذ يقضي كثيرون وقتهم في مُشاهدة التلفاز أو تصفّح الإنترنت، وهو ما يُمكن أن يُبعدهم عن عائلاتهم وأصدقائهم، ويُسبّب لهم مَشاكل اجتماعية، أو حتّى اضطراباتٍ نفسية.
وجود مواد غير مُناسبة لأن يَسمعها أو يُشاهدها الأطفال، وهو ما يُمكن أن يكون تحديدُه ومراقبته من قبل الأهل صعبًا في أغلب الأحيان.
مُحدّدة جُغرافيًا؛ فبعض وسائل الإعلام قد تكون مُحدّدةً جُغرافيًا في المدن، أو قد لا تصل لبعض المناطق البعيدة، مثل الصحف التي تُوّزع في مناطق مُعيّنة، أو محطات الراديو التي تبث ضمن نطاق تردّد مُعيّن لا تتجاوزه.
ازدياد الإعلانات والدعاية التي جعلت من بعض وسائل الإعلام أقل جاذبية للجمهور، مثل محطات التلفاز، التي فقدت بعضًا من شعبيّتها لقَنوات اليوتيوب بسبب مقاطعة الإعلانات للبرامج أو المسلسلات التي تُقدمها.
الاحتِيال والقَرصنة قد يكون مفتوحًا في بعض وسائل الإعلام الحديثة كالإنترنت، وقد أصبح ذلك يُهدّد الأمن القومي في بعض الدول.
الإدمان؛ فقد تُصبح وسائل الإعلام بعد فترةٍ عُنصرًا مهمّاً في حياة الإنسان لا يُمكن أن يستغني عنه، وهو ما قد يصل به لمرحلة الإدمان الفعلي، ويُقلّص قدرته الإنتاجيّة أيضاً.
المشاكل الصحية؛ فقد تُسبّب بعض وسائل الإعلام كالتلفاز والإنترنت تعبًا للعينين، أو قد يُسبّب الاستماع المُستمر للراديو عبر سمّاعتي الأذن مشاكل لهما، كما تُسبب إطالة الوقت أمام التلفاز أو الإنترنت السُمنة بسبب قلّة الحركة أو ممارسة الرياضة.
الترويج للدُخان والكحول والمخدرات؛ فبعض المشاهد في الأفلام والدعايات تُظهر إدمان هذه الأمور كشيء مقبول، ومُمتع في بعض الأحيان، وهو ما يدفع بعض الأشخاص غير المُدركين لخطورة هَذين الأمرين إلى محاولة تجربتهما.
كيفيّة التعامل مع وسائل الاعلام
اليوم، في عصر الثورة المعلوماتية، لا يُمكن للإنسان وللمؤسّسات أن تفصل حياتها عن وسائل الإعلام؛ ففي أحيانٍ كثيرة تضطرّ الشركات والمنظّمات لاستقبال وسائل الإعلام لمُختلف الأسباب، مثل استيضاح أمرٍ مُعيّن، أو تغطية حدث خاص، أو الحصول على آراء أو معلومات، أو حتّى التقصّي عن أخبار أو إشاعات وفضائح مُرتبطة بشركات أو مُنظمات مُعيّنة.
إنّ الشركات والمؤسسات والمُنّظمات أيضاً تتواصل مع وسائل الإعلام لأسبابٍ تُهمّها هي الأخرى، مثل محاولة التأثير على الرأي العام، أو الحصول على الدعم، أو جمع الأموال، أو لفت النظر لموضوعٍ مُعيّن، أو لتعزيز صورتها لدى الجمهور.
يَجدرُ بالإنسان أن يكون مُستعدًا للتعاطي مع وسائل الإعلام على صعيدٍ فرديّ أو على صعيد المُنظمات؛ إذ يجب أن يُفكّر ويعتمد السياسيّة التي سيتعامل مع وسائل الإعلام من خلالها، وعليه أن يُدرك طبيعة عملها وهيكليتها، وأن يكون أكثر استعدادًا لإجراء المُقابلات مع وسائل الإعلام المُختلفة، والتعامُل معها بثقةٍ أكبر.
منقول
